كيف تتحول أحزانك إلى عبادة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
::
:
كيف تتحول أحزانك إلى عبادة
ما الذي تحتسبه في صبرك؟لماذا أنت حزين هكذا
وما هذه الهموم التي تخفيها بين أضلعك
لقد أتعبك الأرق والسهر،
وذوى عودك وذهبت نضرتك.لماذا كل هذه المعاناة.
فهذا أمر قد جرى وقدر،
ولا تملك دفعه إلا أن يدفعه الله عنك،
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
فلا تكلف نفسك من الأحزان مالا تطيق
استغل مصيبتك لصالحك لتكسب
أكثر مما تخسر، كي تتحول أحزانك
إلى عبادة الصبر العظيمة
عفواً إنها عبادات كثيرة وليست واحدة
كالتوكل ... والرضي .. والشكر.
فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا
قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبه
فلن تجزع من مصيبته وهذا والله من السعادة
ألا تري أن أهل الإيمان أبشش الناس وجوها مع أنهم أكثرهم بلاء
فكن فطنا فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها
وقد قيل :
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
* أيها الصابر .. أيتها الصابرة *
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان
تغالب أمواج الهموم القاتلة
وهي تعصف بزورقك الصغير
بينما تجدف بحذر يمنة ويسرة
ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير
ولم يبق إلا أن تطيح بك...وفي
تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك
من الله إلا إليه فذرفت عيناك
وخضع قلبك معها... واتجه كيانك كله
إلى الله يدعوه يا رب ... يا رب ...
يا فارج الهم فرج لي...
هنا سكن بحر الأحزان...
وهدأت الأمواج العالية...
وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان...
إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك...
قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوامَا بِأَنْفُسِهِمْ}
الرعد
لقد تحول جزعك إلى تسليم،
وسخطك إلى رضي ... فاجعل هذه الهموم
والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله
أيامك في الدنيا ولياليك فاصبر واحتسب
أجر الصابرين فالصابر يكب عليه الأجر
بلا عد ولا حد، قال الله تعالى:
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(الزمر)
أن تفوز بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى
{ َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَع الصَّابِرِينَ}
الأنفال
أن يحبك الله وما أنبلها من غاية، قال الله تعالى:
{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}}
(آل عمران)
أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى
[الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً
وَيَدْرءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)
سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد ))
احتسب في صبرك على مصيبتك
أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك .
قال الله تعالى{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
هود
أن تكون من المفلحين الناجين، قال الله تعالى
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{
آل عمران
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِأُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
هود
أن تنال صلوات من ربك ورحمة
وهداية لما يحبه ويرضاه... قال الله تعالى
) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157
انظر إلى الأشجار في فصل الخريف
كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر
إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك
تتساقط كما تحط الشجرة ورقها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من مسلم يصيبه أذى من مرض
فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها
والله يبعد عنا وعنــ ـــكم الحزن والضيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ