وقال تعالى : ( مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ )
الصَّحَابِيّ : من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمناً به ومات على الإسلام ، وجمعها صحابة000
ويدخل فيمن لقيه : من طالت مجالسته له ، ومن قصرت ، ومن روى عنه ، ومن لم يرو عنه ، ومن غزا معه ، ومن لم يغز معه ، ومن رآه رؤية ولو من بعيد ، ومن لم يره لعارض كالعمى000
وقيل : يشترط في صحة الصحبة : طول الاجتماع والرواية عنه معا ، وقيل : يشترط أحدهما ، وقيل : يشترط الغزو معه .
كان سعيد بن المسيب يقول الصحابة لا نعدهم الا من أقام مع رسول الإسلام سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين.
اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا القليل.
ويجب علينا حب الصحابة ، حتى أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، ونصرة الإسلام ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء ، والأبناء ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين00
ولا يجب الجرح بالصحابة أو تكذيبهم ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى .
وأتفق أهل العلم أن الصحابة درجات فأعلاهم درجة السابقون من المهاجرين الذين أمنوا والدين ضعيف لا يبتغون إلا وجه الله تعالى ، يليهم السابقون من الأنصار أصحاب بيعة العقبة رضي الله عنهم.
وما قد يدل على أن الصحابة قد يلزمها طول مقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حديث أبي سعيد المتفق على صحته : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )000 فالتوبيخ الموجه من رسول الله صلي الله عليه وسلم هو موجه إلى خالد بن الوليد بعد أن أسلم حينما تشاجر مع أحد السابقين في الإسلام وعيره بأمه ، وكان خالد مسلما ولقي رسول الله ، ولم يدخله رسول الله في لفظ الحديث في زمرة أصحابه حينها. ولكن بعدها طال مكث خالد مع رسول الله وحسن إسلامه وغزا معه حتى سماه عليه الصلاة والسلام سيف الله المسلول ، وأجرى الله الخير على يديه وفتح العراق والشام .
رضي الله عن أصحاب رسول الله من المهاجرين السابقين والأنصار أصحاب العقبة وأهل بدر وأصحاب بيعة الشجرة ، وكل من أوصل لنا خير هذا الدين .
م ن ق و ل